15 فبراير 2021
إلى: الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان
فخامة الرئيس،
لقد انضم ” العشرات من المنظمات الحقوقية الرائدة والأعضاء الموقرين من مجموعات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم إلى “المرصد الدولي لحقوق الإنسان لتوجيه هذه الرسالة تعبيرا عن مخاوفهم بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الحالية التي ترتكبها تركيا ضد العديد من الأفراد ومن من ضمنهم السيد عمر فاروق غرغيروغلو.
السيد غرغيروغلوا مواطن تركي شريف شارك في جهود دؤوبة لدعم حقوق الإنسان في تركيا ويواصل العمل مع العديد من المؤسسات التي تشاركه نفس القيم والتي تكافح من أجل تحقيق هذه الغاية.
لقد تعرض السيد غيرغيرلي أوغلو، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وعضو في البرلمان، للتهديد مؤخرًا من قبل قائد شرطة أوساك الذي اتهمه بالتورط في “الإرهاب”. وردد رئيس مجموعة “حزب العدالة والتنمية”، أوزليم زنجين، ووزير الداخلية سليمان صويلو، نفس الاتهامات التي لا أساس لها، وهو ما ينفيه غيرغلي أوغلو بشكل قاطع.
بالإضافة الى ذلك خضعت 23 طالبة يدرسن في “جامعة أوشاك” للتفتيش العاري في حادثتين منفصلتين على مدى خمسة أيام أثناء احتجازهن اعتبارًا من 31 أغسطس 2020. وقد أثار هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان إدانة شديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد الكشف عما حدث.
أثار السيد غيرغيرلي أوغلو هذا الخبر في البرلمان التركي ودعا إلى وضع حد للممارسات غير القانونية وللتفتيش العاري.
وقد كشفت اثنتان من الفتيات اللائي تعرضن لعمليات تفتيش عاري تفاصيل تلك الفظائع التي تعرضن لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد عبر عدد كبير من نشطاء حقوق الإنسان والمواطنين عن دعمهم للضحايا ونددوا بشكل قاطع بهذا العمل غير القانوني الذي لا يتوافق مع كرامة الإنسان، حتى وان قيل أن عمليات التفتيش التي امتدت الى الملابس الداخلية من قبل شرطة “أوشاك” قد تم إجراؤها “لأسباب أمنية”.
ولذلك نطالب نحن الموقعون أدانه بإجراء تحقيق فعال في هذا العمل اللاإنساني.
فالنائب عمر فاروق غيرغيرلي أوغلو الذي طرح المشكلة في البرلمان ونشرها على الملأ لا يجب أن توجه له اتهامات خطيرة مثل “التورط في الإرهاب” فقط لأنه يطالب بالعدالة وحماية النساء البريئات.
وكان نائب رئيس مجموعة “حزب العدالة والتنمية”، أوزليم زنجين، قد وجه حديثه الى النائب غيرغيرلي أوغلو قائلا، “حتى الآن، لم أر نائبًا يرهب البرلمان مثلما يفعل السيد غيرغيرلي أوغلو”.
بعد وقت قصير من إصدار بيان حزب العدالة والتنمية، أصدر قائد شرطة أوشاك مسعود جيزر تعليقًا تهديدًا قال فيه نصا:
“نحن هنا لقتال أولئك الذين يشوهوننا والذين يسفكون الدماء، لن ندعهم يتنفسون في هذا البلد.”
بعد هذا البيان، أشار وزير الداخلية سليمان صويلو بأصابع الاتهام الى غيرغيرلي أوغلو قائلا: “هذا الرجل إرهابي، لقد قدمنا العديد من الشكاوى وأطالب القضاء باتخاذ الاجراءات الضروري بشأنه”.
بعد ذلك مباشرة، أعلن مكتب المدعي العام في أنقرة عن فتح تحقيق ضد غيرغيرلي أوغلو وضد الأشخاص الذي عبروا عن دعمهم له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولذلك يود معدوا هذا التقرير التأكيد على قلقهم البالغ بشأن الاعتقالات الجماعية طويلة الأمد وانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا المتمثلة في الاتهامات السهلة التي يوجهها المسؤولون الى المدافعين عن حقوق الإنسان والنواب بأنهم “إرهابيون”.
وبناء عليه، فإن “المرصد الدولي لحقوق الإنسان” والموقعون على هذه الرسالة يعبرون عن تضامنهم مع السيد عمر فاروق غيرغيرلي أوغلو، وندعو السلطات التركية إلى التحقيق ووقف جميع التهديدات التي يوجهها المسؤولين العموميين والسياسيين والمدعين العامين الى السيد غيرغيرلي أوغلو وغيره من المدافعين عن حقوق الإنسان.